يعاني
الكثير من الناس من آلام القولون الا ان الحقيقة ان القولون برئ من معظم
تلك الآلام والشكاوى براءة الذئب من دم ابن يعقوب. فليس كل ألم في البطن هو
القولون وليس القولون هو المسبب لأي انتفاخ أو اضطراب في الهضم.
والقولون
او المصران الغليظ هو الجزء الذي يبدأ عند انتهاء الأمعاء الدقيقة وينتهي
بالمستقيم، ويعتبر الملتقى النهائي لفضلات الطعام بعد هضمها في الأمعاء
الدقيقة حيث تتجمع هناك قبل الاخراج.
ويتكون
القولون من ثلاثة أجزاء وهي القولون الصاعد ثم القولون المستعرض ثم القولون
النازل (الهابط) بنفس التريب حتى الانتهاء بالمستقيم.
والقولون
أنبوبة من العضلات المبطنة بغشاء مخاطي وتصله فضلات الطعام على هيئة سائل
لزج القوام، فيعمل على امتصاص الماء وبعض الأملاح من السائل ويحوله إلى
مادة متماسكة يتم دفعها إلى المستقيم حيث تسبب الرغبة في الاخراج.
مشاكل
القولون وللوقوف على مشاكل القولون يجب معرفة ان وظائف القولون ينظمها
الجهاز العصبي اللاإرادي تنظيما دقيقا مرتبطا بعوامل متعددة. والعصب الحائر
هو أهم هذه الأعصاب وهو عصب حيوي وأساسي في الجسم يقوم بتنظيم عدة وظائف
كضربات القلب والتنفس وإفرازات المعدة والكبد والبنكرياس. ولعل ذلك من
أسباب تنوع الاضطرابات المصاحبة لتهيج هذا العصب مرضيا.
والقولون
كأي عضو بالجسم معرض للإصابة بأمراض مختلفة من أهمها الطفيلية
كالدوسنتاريا (البلهارسيا). كما يصاب القولون بالتهابات كالالتهاب التقرحي،
ولكن نلاحظ أن غالبية إصابات القولون لاتكون عضوية بل اضطرابات عصبية غير
مباشرة، فارتباط القولون الوثيق بالجهاز العصبي (والعصب الحائر بالذات) هو
الأساس في اضطرابات وظائفه عند التعرض لأي مؤثرات أو منغصات عصبية.
وتتلخص
الاعراض المصاحبة لمشاكل واضطرابات القولون في الآتي:
• تشنجات
غير منتظمة في جداره تحبس البراز فيتحلل وينتج عنه الغازات المسببة
للانتفاخ.
• إفرازات زائدة في المادة المخاطية تجعل البراز مليئا بالمخاط مما يسبب
الاسهال.
• التأثير النفسي المصاحب للاضطرابات تزيد الاحساس بالانتفاخ ومن ثم التشنج
وهكذا.
• قد يؤثر القولون المتهيج على الأعضاء المجاورة ليسبب أعراضا زائفة لأمراض
تصيب تلك الأعضاء لتخدع المريض واحياناً الطبيب أيضا.
ودائماً
ما يرتبط ذكر القولون بالقولون العصبي (المتهيج) وذلك لشيوعه وانتشاره، بل
أن البعض اعتبره المرض الثاني بعد أمراض البرد من ناحية الانتشار.
ويعتبر
القولون العصبي متلازمة لا تشمل أعراضه القولون فقط بل أن جزءا كبيرا من
تلك الأعراض تعبر عن تأثر عدد كبير من أجهزة وأعضاء الجسم (الناتجة عن
التوتر العصبي).
ويمكن
تقسيم أعراض القولون العصبي إلى قسمين:
• أعراض
عامه ناشئة عن القلق النفسي كرغبة في القيء وفقدان الشهية، وإحساس بالخمول
وصعوبة في التنفس أو إحساس بقوة ضربات القلب، وصداع مزمن وكثرة العرق وألم
بالصدر أو دوار.
• أعراض
هضمية ناشئة عن تقلصات القولون كشعور بآلام أو مغص في أي مكان في البطن
وخاصة على أحد الجانبين أو أسفل البطن وعادة ما يحدث إما إمساك أو إسهال
ولكنهما قد يتبادلان الحدوث بالتناوب. وكثيرا ما يلاحظ المريض وجود كميه من
المخاط مع البراز مما يجعل تفرقة المرض من نزلات الإسهال المعدية
كالدوسنتاريا مثلا أمرا صعبا.
وفي
الوقت الذي تعتبر فيه اسباب هذه الأعراض غير معروفة تحديداً لكن وجد أن
لظهورها علاقة وثيقة بالتوتر النفسي حيث تشتد الأعراض كلما مر المريض بفترة
صعبة في حياته وتنحسر عند الاسترخاء أو خلال الإجازات والبعد عن الضغوط
النفسية.
العلاج
يساعد
تفهم أسباب حدوث تهيج القولون في نجاح العلاج ولا يشمل العلاج معالجة
الأعراض مباشرةً بل يمتد الى علاج المسببات والتقيد بالطعام الصحي السليم.
•
الطعام: تعتبر الألياف من أهم أسباب تهيج جدار القولون، فوجود الألياف
بكمية معقولة لازم للإخراج السليم الا ان زيادتها لها اثر سلبي بما تسببه
من إسهال وانتفاخ وغازات. يعتبر كوب من الماء صباحا و 8 الى 10 اكواب خلال
النهار تساعد كثيرا. ومن مسببات المرض أيضا العادات الغذائية كتناول
النشويات بكثرة، والانتظام في مواعيد الطعام وإهمال الرياضة وعدم تنظيم
مواعيد التبرز.
• القلق
والتوتر: وعلى اعتبار انهما سمات هذا العصر فان تفهم العلاقة بين القلق
وأعراض القولون العصبي يساعد كثيرا على التخلص منه، و أحيانا قد يضطر
الطبيب إلى استعمال بعض الأدوية المهدئة للتوتر العصبي. ويعد اقتناع المريض
بالمسببات وإيمانه بالعلاج أهم كثيرا من استعمال المهدئات والمسكنات.
•
السيطرة على الانفعالات يعتبر في حد ذاته وقاية للإنسان من المرض، ويتطلب
تحقيق ذلك الحرص على ألا يجهد الشخص ذهنه طويلا في خلافات أو صراعات في
العمل أو تنافس في الدراسة أو الانسياق وراء الطموح بشكل زائد.
والخلاصة
هنا لمن يعاني من القولون العصبي هو عدم ترك القلق يؤدي إلى هذا المرض،
فالأكل والنوم باعتدال ومزاولة الرياضة والابتعاد عن الضغوط النفسية،
وتخصيص وقت كافي للترفيه وممارسة الهوايات، والابتعاد عن أعداء الصحة
كالتدخين وغيره، كل ذلك ضمان للصحة